غزة جهنم قرب البيت.. وستهدأ عندما يبدأ الأمل النيران تلتهب كلما تعمق اليأس
___________________________________________
القبة الفولاذية ضد القسام
عوزي روبين
19/01/2008
رؤوبين بدهتسور قال في مقالته ثقوب في القبة الفولاذية (هآرتس 31/12/2007) ان وزراء الحكومة لم يتعلموا شيئا من تقرير فينوغراد لأنهم لم يمتلكوا أرضية المعلومات المطلوبة في جلسة النقاش التي تمت فيها المصادقة علي خريطة القبة الفولاذية لحماية سديروت ومستوطنات غلاف غزة ضد ارهاب صواريخ القسام. بدهتسور يشكك في ادراك أي واحد من الوزراء لنواقص وايجابيات اسلحة ومنظومات مثل حوتصيتص و كيلع دافيد و سكاي شيلد وغيرها من تلك التي تتضمنها الخطه كأسلحة اعتراضية للقسام.
من المحتمل ان يكون بدهتسور محقاً في قوله وان اولئك الوزراء غير المطلعين علي الهندسة الجوية لم يعرفوا التمييز بين تفاصيل الأسلحة المختلفة المخصصه للتصدي لصواريخ القسام واعتراضها. بدهتسور ايضاً أظهر قلة معرفته عندما خلط بين أسلحة للحماية من الصواريخ الثقيلة واجهزة اعتراضية أخري للقسام. ان واصلنا نفس المنطق فسيظهر لنا ان الوزراء المختصين في الاقتصاد فقط هم المخولون بالمصادقة علي ميزانية الدولة. وبنفس المقياس لا يسمح للوزراء غير الاطباء بالمصادقة علي ميزانية وزارة الصحة ومن المحظور كذلك علي الوزراء الذين لم يقرأوا رواية الحرب والسلام لتولستوي ان يصادقوا علي ميزانية وزارة الثقافة. من المسموح الافتراض ايضاً انه ان تساءل الوزراء حول معطيات التكلفة التي عرضت عليهم فقد كانوا أذكي من ان يسألوا عن منطق اطلاق صاروخ ثمين مقابل كل صاروخ قسام رخيص. هذا السؤال يماثل السؤال عن سبب اهدار المال علي شراء خوذات وستر واقية بملايين الشواقل لحماية الجنود من رصاصة ثمنها اغورات معدودات فقط. من المعتقد أن الوزراء أدركوا ان وصول ذلك القسام، الذي يساوي (5) دولارات، الي روضة اطفال في سيديروت، ان ثمن الصاروخ الذي قد يعترض طريقه لن يهم أحداً حينئذ، وان من يعترضون علي الصاروخ الاعتراضي بسبب التكلفة العالية سيضطرون الي النظر في عيون اهالي اولئك الاطفال واعطاء التوضيحات والتفسيرات لمواطني الدولة. من المعتقد أيضاً ان بدهتسور محق في تشكيكه في قيام اي واحد من الوزراء بالتفكير في قضية الشظايا التي ستواصل طريقها نحو الارض إن اصطدم القسام بـ القبة الفولاذية لأن هذه قضية بحاجة الي التفكير فيها لأهميتها. هذا ادعاء آخر من الادعاءات الهامشية التي يطرحها معارضو التحصين من الصواريخ. هناك فرق كبير بين الشظايا الصغيرة التي تتناثر من القسام وبين كيلوغرامات المتفجرات التي تسقط علي الصالونات في المنازل. وفقاً لذلك المنطق يحذر التزود بمنظومات مضادة للصواريخ لأن شظايا طائرات العدو التي قد يتم اسقاطها قد تؤذي الاسرائيليين لا سمح الله.
وزراء الحكومة كما قلنا ليسوا حملة الدرجة الثالثة في الهندسة أصلاً ولكن ماذا بالنسبة لاولئك الذين ينتقدونهم؟ هل تدارسوا بدائل الاجهزة الدفاعية المضادة لصواريخ القسام؟ وهل قدروا ماذا يعني التفريط بسكان سديروت وربما عسقلان وشماليها ايضا؟ هل حسبوا ثمن معركة احتلال غزة بالمال والارواح؟ او ما هو المعني المدمر للخضوع لحماس والتسليم برفض حق اسرائيل في الوجود؟
لحسن حظ المنتقدين انهم ليسوا وزراء في الحكومة ولذلك هم معفيون من واجب الحصول علي لقب الدكتوراه كما يطلبون من الوزراء وكذلك ايضاً معفيون من توصيات لجنة فينوغراد حول الحاجة بالمعلومات المسبقة وضرورة تدارس كل البدائل قبل اتخاذ القرارات.
ہ رئيس ادارة (حوما) في وزارة الدفاع
هآرتس ـ 17/1/2008